الينسون، شيح البابونج (الكاموميل)، الشمر، الكراوية، والنعناع هى أكثر الأعشاب شيوعاً فى استخدامها للأطفال، سواء استخدم كل نوع على حدة أو بمزج عدة أنواع سوياً. أشارت بعض الأمهات إلى فاعلية مشروبات الأعشاب الطبيعية فى تخفيف المغص ومعالجة الإسهال، وأشارت أخريات إلى أنها تساعد أطفالهن على النوم الهادئ. على الجانب الآخر، تقول سو جلبرت – أخصائية التغذية ومستشارة لموقع الإنترنت www.parentsplace.com – ‘رغم أن بعض الأعشاب مثل شيح البابونج يمكن أن تكون غير ضارة إذا استخدمت كإضافة لغذاء الطفل أو إلى الرضعة، إلا أنه لم تثبت فائدتها الصحية.’ أما على مستوى العالم، فإن منظمة الغذاء البريطانية والتى أسست عام 2000 وتعمل لحماية المستهلك، تنصح الآباء بعدم استخدام الأعشاب الطبيعية نهائياً، كما أن منظمة الصحة العالمية تنصح بالرضاعة الطبيعية فقط حتى 6 أشهر دون استخدام التتينة، الببرونة، أو أية مشروبات إضافية بما فى ذلك الماء. ينصح د. محمد عمر – استشارى طب الأطفال – الأمهات بتجربة مشروبات الأعشاب الطبيعية مع أطفالهم فى حالات معينة مثل المغص أو عندما يعانى الطفل من صعوبة فى النوم، ولكن لا يجب أبداً استخدامها بشكل روتينى. إن 20% من الأطفال من سن الولادة حتى عمر 3 شهور يصابون بمغص وذلك تبعاً للأكاديمية الأمريكية للأطفال، فيقول د. محمد عمر: ‘قبل استخدام الأعشاب الطبيعية يجب أولاً على مراجعة النظام الغذائى للأم لأن تناولها لكميات كبيرة من منتجات الألبان، الثوم، والأطعمة المقلية قد يسبب مشاكل. كذلك يجب أن تنظم بقدر الإمكان رضعات الطفل، كما يجب على الأم قبل استخدام الأعشاب أن تجرب بعض الطرق التى قد تريح الطفل مثل وضعه على بطنه ورفع ساقيه إلى صدره.’ لكن إذا كانت الأعشاب طبيعية ليس لها أضرار جانبية فلماذا لا نعطيها للأطفال بشكل دائم؟ أولاً، لأن رضاعة الطفل قد تقل إذا ما شبع من الأعشاب الطبيعية وذلك قد يؤدى إلى نقص وزنه بالنسبة للأطفال الذين يرضعون رضاعة صناعية وقد يؤدى إلى قلة لبن الأم بالنسبة للأمهات اللاتى ترضعن رضاعة طبيعية. ثانياً، كثيراً ما تحتوى العبوات الجاهزة على سكر قد يصل إلى 96% مما يضر أسنان الطفل اللبنية الموجودة تحت اللثة. وبالفعل أنه غالباً بسبب مقاضاة شركة أوروبية كبرى من الشركات المنتجة للأعشاب الطبيعية في منتصف التسعينيات، أصبحت الآن أغلب الشركات المنتجة للأعشاب الطبيعية تضع تحذيرات على العبوات تنصح بأن الأعشاب الطبيعية يجب أن تعطى باستخدام كوب وليس ببرونة وأن أسنان الطفل يجب أن تنظف فى الحال بعد تناول الطفل لها لكى لا يحدث تسوس. ينصح د. محمد عمر الأمهات قائلاً: ‘عند استخدام عبوات الأعشاب الطبيعية الجاهزة يجب أن تتأكد الأم من خلوها من السكر والمواد الحافظة. إذا لم يكن ذلك متاحاً فمن الأفضل أن تستخدم الأم الأعشاب الطبيعية الطازجة (الغير معبأة) لأن السكر الزائد الموجود في العبوات الجاهزة قد يضر الطفل.’ إن السكر الزائد يعنى أن طفلك الظريف ‘التختوخ’ قد يعانى فيما بعد عندما يكبر من مشكلة زيادة الوزن. يوضح د. محمد قائلاً: ‘يضيف الإنسان إلى جسمه خلايا دهنية مرتين فى حياته: فى السنتين الأولين من عمره وفى سن المراهقة، لكن سواء كانت الدهون تزيد أو تقل على مدار حياتنا، فذلك يتوقف فقط على مدى انتفاخ هذه الخلايا. فمن الضرورى إذن عدم إعطاء الطفل أى سكر إضافى قبل سن سنتين وإلا تعرضينه بذلك لمشاكل السمنة عندما يكبر بتعويده على طعم السكر وبزيادة الخلايا الدهنية فى جسمه.’ عند تحضير مشروبات الأعشاب المنزلية، أضيفى الأعشاب إلى المياه المعدنية وقومى بتسخينها (حوالى دقيقة)، لكن لا تغليها لأن ذلك يؤدى إلى تبخر بعض المياه مما يزيد من تركز الأملاح والمعادن. |
الأحد، 6 أكتوبر 2019
الصفحة الرئيسية
التواصل الاجتماعي